الخميس، 13 نوفمبر 2014

كيف يبدو صوت الفضاء؟

                                  كيف يبدو صوت الفضاء؟

                                    22 اوكتوبر 2013 




بشكلٍ مخالف لما سمعته ربما في أفلام الخيال العلمي، لا ينتقل الصوت عبر الفراغ. كيف يمكن ان يمتلك الفضاء صوت؟ ينتقل الصوت على شكل أمواج كما يفعل الضوء والحرارة، ولكن بشكلٍ مختلف عن تلك الأوساط، يرحل الصوت في الفضاء من خلال جعل الجزيئات تهتز. من أجل أن يتحرك الصوت، لابد من وجود شيء ما مع الجزيئات، كي يرحل الضوء عبره. في الفضاء، الصوت الذي تم تسجيله، ما هو إلا الاهتزازات الكهراطيسية والتي تحصل بشكلٍ اعتيادي في فراغ الفضاء.

سجلت المجسات الفضائية المختلفة التفاعلات القائمة بين الرياح الشمسية في نظامنا الشمسي وبين كوكبنا، بالإضافة إلى أورانوس، المشتري، زحل، ونبتون. تم إجراء تسجيلات أخرى من أجل كل من IO وميرندا، وحلقات كواكب زحل والمشتري. قدمت تسجيلات هذه التفاعلات من العديد من البيئات الصوتية المختلفة.

ينتج "صوت" الأرض عن: التفاعل بين الرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي الأرضي، الذي يُطلق جسيمات أيونية مشحونة ضمن مجال التردد 20 إلى 20000 هرتز. تنتج أصوات الفضاء أيضاً عن الغلاف المغناطيسي نفسه، ومن الأمواج الراديوية التي تُحتجز وتطفو بين الأرض والسطح الداخلي للغلاف الجوي.
بالإضافة إلى ما سبق، تنتج الأصوات الفضائية من ضجيج الحقول الكهراطيسية الموجودة في الفضاء ومن تفاعلات الجسيمات المشحونة القادمة من الكواكب، أقمار الكواكب والرياح الشمسية. أيضاً، تنتج أصوات فضائية عن إصدارات الجسيمات المشحونة والقادمة من الحلقات الموجودة حول الكواكب.
أعمق الأصوات التي تم سماعها وملاحظتها في الفضاء هو الصوت Bb، الذي تم اكتشافه في الأمواج القادمة من ثقب أسود فائق الكتلة وموجود في NGC 1275، ضمن عنقود فرساوس المجري، الذي يقع على بعد حوالي 250 مليون سنة ضوئية من الأرض. لا يمكن لإنسان أن يسمع هذه العلامة الموسيقية، لأنّ الفترة الزمنية بين الاهتزازات تبلغ حوالي 9.6 مليون سنة، وهي أدنى بـ 57 أوكتافات مقارنة بالمفاتيح الوسطى للبيانو. "العلامة الموسيقية" هي الأعمق التي تمّ اكتشافها من جسم ما في كوننا.
عبرت فوياجر1 التابعة لناسا، مؤخراً الفقاعة الشمسية ودخلت إلى الفضاء بين النجمي. عرفت ناسا بأنّ المركبة الفضائية وصلت إلى هذه النقطة جراء اكتشاف اهتزازات بلازما الفضاء بين النجمي بواسطة لواقط إشارة فوياجر. تم تسجيل الأصوات باستخدام جهاز أمواج البلازما الموجود على متن المركبة الفضائية، والذي يقوم باكتشاف الاهتزازات الموجودة في بلازما الفضاء بين النجمي الكثيفة، أو الغاز المؤين، هذا التسجيل تمّ في الفترة الممتدة بين اوكتوبر ونوفمبر من العام 2012 وبين إبريل وماي من العام 2013. ببساطة، تم تضخيم الأمواج التي تم اكتشافها من قبل اللاقط ومن ثم بثها عبر مكبر صوت. هذه الترددات موجودة في المجال الذي يمكن فيه لأذن الإنسان أن تسمع. 



                 
                                                                          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق